تناولت هذه الدراسة مسجد قبة الصخرة المشرفة في العصرين الأيوبيّ والمملوكيّ، مبرزةً الدور التاريخيّ والحضاريّ لها، كإحدى أهمّ المقدسات لدى المسلمين، وقد ارتكزت هذه الأهمية بارتباطها بحادثة الإسراء والمعراج، وكون المسجد الأقصى ثالثَ الحرمين الشريفين، كذلك الدور المعماريّ والتاريخيّ لقبة الصخرة المشرفة عبر العصور الإسلامية، من خلال ما أوردته الوثائق التاريخية والمصادر المختلفة. كما سلطت الدراسة الضوْء على الجهاز الإدارّي لمسجد قبة الصخرة المشرفة، فقد ظهر لنا منذ العصر المملوكيّ اهتمامٌ خاصٌّ بشؤون الحرمين المسجد الأقصى، إذْ أفرِدَ لهما ناظرٌ خاصٌّ، كما عيّن لهما جهازٌ متكاملٌ من الموظفين، للقيام بوظائفهما: كالشيخ، والإمام، والخطيب، والمؤذن، إضافةً إلى الوظائف الأخرى مثل: الميقاتيّ، والبوّاب، والشّعّـال. كذلك أبرزت الدراسة الحياة العلمية والثقافية، التي اضطلعت بها قبة الصخرة المشرفة، من خلال بيان أهمّ الموادّ الدراسية، التي كانت تدرّس، والتي قسّمت إلى قسمين: العلوم الشرعية: كعلوم القرآن، والتفسير، والحديث، والفقه، ثم العلوم العقلية والنظرية: كعلوم اللغة العربية، والنحو، والمنطق، والعلوم الرياضية، والتصوّف، ثم الحديث عن أهم الكتب المعتمدة في التدريس لكل تخصصٍ، وأهمّ شيوخ كل تخصص وعلمائه، وقد وضحت الدراسة آلية التعليم، وأصناف حلقات العلم، التي كانت تعقد في المسجد. كما أوْلت الدراسة الحديث عن مصادر الإنفاق على قبة الصخرة من خلال إبراز دور الوقف في ذلك، فتناولت الحديث عن الوقف وأنواعه، وأوقاف المسجد وهباته، التي حُبِسَت عليه في العصرين الأيوبيّ والمملوكيّ، مبينةً دوافع الوقف من السلاطين والأمراء والعامة، إضافة للأعيان الموقوفة ومقدارها، وأخيرا قامت الدراسة ببيان الأثر الذي قامت به قبة الصخرة المشرفة في حياة السكان اليومية في المدينة المقدسة في العصرين الأيوبيّ والمملوكيّ.
I agree to the terms outlined below:
You agree to upload and assign Mosqpedia Database the rights to use the content worldwide and in perpetuity across all current and future media platforms. Mosqpedia Database may edit, copy, adapt and translate your contribution.
The content will be distributed under the Creative Commons Attribution-Deed – Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International – Creative Commons
All data will be stored in line with data protection regulations.